قصة قوم لوط في لوحة العمى بمتحف الميتروبوليتان

قصة قوم لوط من القصص اللي اتكررت في القرآن بصيغ مختلفة وفي مناسبات مختلفة، واتكلمت مش بشكل اساسي عن الشذوذ الجنسي ونيك الذكور للذكور ولكن عن عمليات اغتصاب كانت بتتم للناس اللي كانوا بيعدوا على القرية دي، فبالصور قوم لوط في القرآن كانوا مغتصبين مش مثليين.

اسم قرية قوم لوط هي سدوم وعمورة (بالعبري) وفي ناس بتقول إنها في البحر الميت وتماثيل قوم لوط مش موجودة مثلًا علشان نقدر نفهم بيها الناس دول أو نعرفهم، كلها تكهنات، وبالرغم من إن النبي لوط، كان بيعرض بناته على أهل قرية سيدنا لوط (الفاحشين) علشان يتجوزوهم بدل ما ينيكوا الذكور اللي زيهم، إلا إن كلمة لوطي دلوقتي عند المجتمعات العربية المؤمنة وحتى المجتمعات المسيحية واليهودية وهي شتيمة بيوصفوا بيها الخولات.

اقرأ أيضًا: هل أنا مثلي الجنس؟ كل ما تحتاجه لتعرف ميولك

ماهو فعل قوم لوط وهل قصة قوم لوط عن الشذوذ الجنسي؟

أيوة ومش أيوة في نفس الوقت، لأن القرآن له تفسيرات كتيرة مش تفسير واحد، وفي ناس بتقرأه بشكل حرفي وفي ناس بتحاول تفهم دلالاته وتربط آيات قوم لوط ببعض إن في آيات كتيرة عن قوم لوط لكن قصصهم كانت موجودة في أكتر من مكان، وعمومًا القران كان بيسمي فعل قوم لوط بالفاحشة لكن هو مقالش إنه اللي كانوا بيعملوه شذوذ بالمعنى الحرفي، بل على العكس في آية قرآنية بتقول “الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم” في ناس زي أبو هريرة قالوا إن اللمم هي البوسة (القُبلة) والنظرة والغمزة، يعني التفريش، وفي ناس قالوا إن القصد صغار الذنوب والفواحش، وفي ناس استشهدوا بالدعوة بتاعة النبي، إن تغفر اللهم تغفر جما، وأي عبد لك ما ألمّا، يعني يا رب انت لما بتغفر بتغفر كتير، ومين اللي مأذنبش ليك؟ وده كلام مهم خالص تمسكه وتحطه في عين أي حين بيحاول يخليك تيأس من رحمة ربنا ومغفرته، وبيمارس دور بواب العمارة على جنات الخلد.

مهم يا عزيزي وانت بتقرأ اية قوم لوط إنك تقرأ الآية دي هي كمان تاني، وتجزأها كده، قال تعالى:

{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ

إِلَّا اللَّمَمَ

إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ

هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ

إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ

فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:٣٢]

آخر الآية دعوة لهؤلاء الناس بوابين الجنات، اللي بيدخلوا الجنة على مزاجهم، وبيكفروا ببساطة بيقولهم ما تشكروش في نفسكم، هو عارف مين التقي!

صفات قوم لوط بين القراءة الدلالية والموضوعية في القرآن

القراءة الموضوعية بتخلينا نفكر في السياق كله، في الزمان، في المكان، لأنه حتى القصص القرآني هو ليس تشريعي بل اتقال للإشارة بس للأمم اللي فاتت، بدليل مفيش أي حد قرآني ولا حتى نبوي بيقول إن اللي يمارس المثلية الجنسية يتقتل أو يترمي أو يتحرق حتى مفيش آية صريحة وواضحة إن مراة لوط اتعذبت معاهم لأنها كانت بتأيد فكرة المثلية الجنسية، مفيش، ولكن في تأويلااااات.

كل الفتاوى الكارهة والأحاديث المستندة عليها ضعيفة تمامًا، والمجتمع النبوي كان عايش فيه ناس مخنثين كانوا بيقعدوا مع زوجات النبي وبيجيبوا سوا في سيرة خلق الله، ولما حد من البنات (المخنثين) دول اتكلمت عن واحدة قدام راجل ووصفت له مفاتنها النبي محرقهاش، ولا قال إيه الشذوذ ده في مدينتي الفاضلة؟ ولا نفاها؟ عليه الصلاة والسلام، نهى زوجاته يقعدوا معاها ومع المخنثين عمومًا.

قد إيه السير المختلفة دي، بتورينا إن التخلف والكراهية الحالية هي مشي في طريق معاكس للنهج النبوي، اللي كان متعايش جنبًا إلى جنب مع المخنثين (المدللين) في المدينة، وإن أي حاجة حصلت بعد كده كانت تطرف عن هذا المنهج، وحتى هذا الاجتهاد السخيف ودانا لتفرقة، طب إيه نولع فيهم؟ نقتلهم؟ نرميهم من فوق؟ نرجمهم كأنهم زنوا؟ لما قالوا نولع فيهم فجالهم حديث لا يحرق بالنار إلا خالقها، وهو أصح من الحديث الضعيف بتاع اقتلوا الفاعل والمفعول به، وحتى لو كان الحديث ده صح، ففيه كلمة من رأيتموه يعمل عمل قوم لوط؟ اللي هو إيه بالزبط؟ نيك الرجالة لبعض؟ ولا الكفر؟ ولا الاغتصاب للأقارب والأغراب واستحلال النفس البشرية؟ ولا كل دول مع بعض كده متجمعين لأنه دايمًا في الآيات كان بيوصفهم إنهم مسرفين، ومعتدين، في الحقيقة عمرنا ما هنعرف بس ما ينفعش نسلم رقابنا لتأويلات كارهة وغير مستندة على أسس صحيحة! 

إيه هو سبب العقاب في قصة قوم لوط؟

الآيات وضحت إن النبي لوط نصح قومه كتير يتقوا ربنا ويتبعوا طريقه، لكن هم ما سمعوش كلامه، وهددوا ضيوفه (اللي هم ملائكة) كانوا جايين في صورة شباب حلوة، وبعدها جه العقاب بسبب “التعدّي).

وهنا هنكتشف نبي وقف وجادل في العقاب يمكن يقدر يمنعه، وهو النبي إبراهيم، ربنا قال “يجادلنا في قوم لوط” ووصف وقفة إبراهيم في الجدال في قوم لوط، بإنه علشان إبراهيم “حليم”، ودي نقطة بردو مهم نتكلم فيها، إذا كان إبراهيم جادل ولم يعذب فلماذا امرأة لوط اتعذبت؟ مش الاتنين يعتبر وقفوا نفس الوقفة بالاستنباط المعتوه بتاع بعض المفسرين؟ في الحقيقة عمرنا ما هنعرف هي اتعذبت ليه.

بالنسبالي قصة قوم لوط هي درس مهم للمتحرشين والمستحلين لأجساد الآخرين واللي كانت سبب في رفض الذكورية اللي فاردة إيديها بالغصب والاقتدار، والعدوانية والجشع والاعتداء على ممتلكات الغير سواء كانت جسده أو شيء يملكه، وعمومًا لو حطينا قصة قوم لوط في سياقها العادي القرآني فهي كانت ضمن قصص أنبياء كانوا موجودين والناس مصدقهومش، مفيش منها تشريع! مقالش بشكل واضح اللي يعمل كذا اعملوا فيه كذا!

مهم جدًا بردوا تعرف إن عذاب قوم لوط اللي اتعذبوه ملوش علاقة برغبتهم الجنسية، لأن شهوة قوم لوط كانت السلطة وليست الجنس مع الرجالة، الاغتصاب هو أزمة سلطة مش أزمة جندر، إكراه الضحايا هو الجريمة اللي اتعاقبوا عليها، والمثير للسخرية إنه نفس الإكراه ده بيتم من وكلاء الله في كل الديانات، اللي ربنا موكلهمش ولا حاجة بل على العكس كانت هذه الديانات واضحة!

اقرأ أيضًا: الإيدز أو فيروس نقص المناعة البشرية | كل ما تحتاج إلى معرفته

نتعلم إيه من قصة قوم لوط؟

اللي المسلمين ممكن يتعلموه من قصة قوم لوط، حاجات كتيرة ملهاش علاقة بالرغبة الجنسية ولكن مثلًا:

  • الاقتداء بلوط في حسن الضيافة وحماية الناس اللي في بيته.
  • تجنب البخل والطمع.
  • الوقوف ضد الاغتصاب والاستخدام المكره للأفعال الجنسية.

عقاب المثلية الجنسية بناءًا على قصة قوم لوط

حد المثلية الجنسية أو عقاب المثلية الجنسية في الإسلام غير متفق عليه، النبي قعد في مكة والمدينة 63 سنة لم يقم بالحد تجاه أحد، الزنا عقوبته كانت واضحة، في حالة 4 مع بعض شافوا اتنين بيمارسوا الجنس زي ما الخيط ما بيدخل في الإبرة، كله كان واضح وكل حالات الزنا كانت واضحة، ولو حد افترى على حد عقوبته كانت واضحة، طبعًا دلوقتي مفيش حدود من دي بتطبق، لكن الشاهد إنه مفيش حد.

كمان لازم نفرق بين ممارسة الجنس بين اتنين رجالة وبين المثلية الجنسية كهوية، الشخص المخنث اللي كان في بيت النبي وقاعد ليل نهار مع زوجاته ده، هذه هويته، كان عايش بيها، لم يكن للناس دخل في زبه بيروح فين ولا طيزه بتتفتح لمين، لم يتنمر أحد، على حد علمنا، على أصواتهمن وسلوكهن، لكن غلطهم كان وصف جسد بنت، هم شافوه، لرجالة تانيين مكانوش في القعدة!

هل المذاهب الأربعة متفقة على عقاب المثلية الجنسية وقوم لوط؟

لأ، في الحقيقة، كلهم ماتفقوش، في ناس متشددين بيقولوا إن هي جريمة زي الزنا، بس ده كلامهم، مش كلام ربنا ولا كلام النبي، ودول بشر ملهمش أي صنف لازمة يعني علشان نتهكوا حرمة الحياة ويزايدوا على ربنا ويحطوا حدود من عند دين أهاليهم يعني، وفي فقهاء بتقول إنه مش أخلاق رجالة يا جماعة إنكم تنيكوا بعض زي ما الستات بيتناكوا، فالنظرة دي هي بس نظرة لكراهية المرأة وأن يمارس الرجل دورها، ومن أشهر الفقهاء زمان اللي قالوا إنها لا تستدعي حدًا، ابن حزم، بل وجود حد أو عقاب فيه ظلم واعتداء! وحديثًا الشيخ سلمان العودة قال إن المثليين مسلمين، مينفعش حد يطلعهم من الملة وإن اللي بيكفرهم، فقد باء بها، يعني شالها على كتفه وهيقابل ربنا بالتكفير ده، وقامت حملة ضده من الغوغاء والعوام والكارهين اللي حافظين وواقفين على بوابة الفردوس كحراس أمن فطلع في مقطع فيديو تاني وأكد كلامه!

لما شيخ يقول للناس مفيش حد بيتهموه إنه عايز ينشر الشذوذ، هل في عته أكتر من كده؟ إنك تتأول على ربنا وعلى رسوله من أجل الخوف من كلام الناس!!!!

هل النبي محمد (ص) عمره رجم شخص مثلي؟

لأه، النبي عمره ما رجم حد بسبب إنه كان مثلي، أو عنده ميول للولاد والبنات أو شخص رجل بيمارس دور الأنثى!

تطور النظرة الإسلامية للمثلية الجنسية وقصة قوم لوط مختصرة

طيب لو مافيش عقاب واضح، وفي هويات جندرية مختلفة كانت عايشة مع النبي في المدينة، ليه بقى موقف المسلمين من المثلية بقى مجنون كده؟

في أسباب كتيرة ممكنة، أولها:

  • أول حاجة لازم نعرف السياق اللي خلى الخلفاء الأوائل يعاقبوا العقاب الصعب ده، الرمي، القتل، الحرق، السبب هو إنه في ناس كتير ارتدت وكانوا عايزين يوروا العين الحمرا لأي حد مش هيمشي في نفس السكة معاهم!
  • تاني حاجة هي العمى والتحيز الشخصي، فعلشان أنا بميل بس للأكساس أو عايز أخلف هبقى ضد أي حد تاني.
  • تالت حاجة، في ناس بتقول إن المثلية الجنسية مكانتش موجودة، وإن الأوروبيين هم اللي ابتلونا بيها، وإنها مؤامرة صهيوطيزوأمريكية، وإنه فساد قصده يفتح طيز قصدي عقول الشباب على حاجاة وحشة!
  • كمان ممكن يبقى بسبب قصر النظر، واجتزاء النصوص، وإنه عدم قراءة النص بشكل موضوعي، هو اللي بيخلي الناس تتشدد.
  • في اعتقاد تاني إن السبب هو إن العلماء اللي اجتهدوا في قراءة موضوعية للنصوص قليلين أوي مقارنة باللي مشيو على عماهم على مدار قرون كاملة.

العنصرية الجنسية وقصة قوم لوط

التمييز الجنسي بيخلي الناس تعتقد إن الرجالة لازم تمشي بشكل نمطي زي المسطرة، والستات كمان لازم يعملوا كده، ودي مش بتخدم إلا السلطة وقهر الستات والمختلفين، فضعف الرجل وإنه يكون في مقام المنيوك مرفوض قدام راجل تاني أو قدام امرأة، وقوة المرأة مرفوضة في حضرة رجل آخر، لكن في حضرة ست تانية زيها مفيش أي مشكلة، بدليل هنلاقي إن القرآن متكلمش نهائيًا عن السحاق أو إتيان الأنثى للأنثى، فهل هذا يعني إنه حلال يا سيدنا الشيخ؟

قبل ما تمشي يا حبّي

لو بتسأل قوم لوط في اي بلد، فيقال إنهم كانوا بين الأردن وفلسطين حاليًا، لكن المثليين موجودين في كل بلد وفي كل حارة، والمقال ده مكانش محاولة إلى زعزعة إيمانك، بالعكس هو دعوة للتفكر في الآيات المختلفة، للإيمان دون أن تمشي على عماك على فتاوى قامت على الجهل والضعف ولم تتبع النهج النبوي في التعايش والتسامح مع المختلفين، بلاش تشوف نفسك بفتاوى كارهة، ممكن تكون مسلم ومثلي، وقصة قوم لوط ليست للتشريع، ومفيش أحكام ولا حدود ولا أي حاجة من دي، ولكنها اجتهادات وكل إنسان قد يخطئ وقد يصيب، بس بلاش يحتكر هو صوابية الأشياء!

من Anees

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *